تأسّست كلية العلوم الإنسانية والتربوية (كلية العلوم الإنسانية سابقا) عام 1977، وهي من أولى الكليات التي اُفتُتِحت في جامعة النجاح الوطنية. وتماشيا مع الإنتاج المعاصِر للمعرفة البَيْنِيَّةِ في الاختصصات الإنسانيّة؛ وضعت جامعة النجاح الوطنية خطّةَ تحديث، ارتأت، بموجبها، دمجَ كليّة العلوم الإنسانيّة مع كليّة العلوم التربويّة عام 2023، لتضُمَّ الكليّة، الآن، أربعَ دوائر، هي: دائرة اللغات وأساليب تدريسها، ودائرة العلوم الاجتماعيّة، ودائرة العلوم التربويّة، ودائرة العلوم الرياضيّة.

وفي هذا الإطار، استطاعت كليّة العلوم الإنسانية والتربوية أن تعزِّزَ الكفاءات العلميّة العاملة فيها، وأن تسجِّلَ تطورا ملحوظا في برامجها الأكاديميّة، وأجهزتها الإداريّة، ومرافقها المخبريّة الحديثة. 

وتعدُّ كليّة العلوم الإنسانيّة والتربويّة الكليّةَ الأكبر امتدادا في مجتمع الجامعة من حيث الخدمات التي تقدِّمها؛ فتضطَّلِع بنَسْجِ هويّات لغويّة وثقافيّة مشتركة، وسياقات تواصليّة ومعرفيّة حيويّة بين طلبة الجامعة كلّهم من خلال المساقات الإجباريّة والاختياريّة والحرّة التي تطرحها لطلبة الجامعة، كمساقات اللّغة العربيّة، والإنجليزيّة، والعبريّة، والفرنسيّة، والتركيّة، والألمانيّة. وهي، بمجملها، تعكس رؤية الكليّة التي تنهض على تعزيز الموروث الثقافيّ، وتأكيد الانفتاح الحضاريّ، وتبنّي التعدُّديّة اللغويّة، وتحقيق العدالة اللّغويّة للطالب بمستويَيْها الوطنيّ والعالميّ؛ حفاظًا على حقوق الطلبة في لغتهم الأمّ، وإنفاذا لمبدأ تكافؤ الفرص في سوق العمل العالميّ بتعلُّم اللغة الإنجليزيّة، وغيرها من اللّغات العالميّة.

وتسعى الكليّة، في رسالتها العامّة، إلى تهيئة أُطُرٍ إنسانيّة، واجتماعيّة، ولغويّة، وتربويّة، ورياضيّة معاصِرَة، ذاتِ كفاءة عاليّة، تغطّي حاجاتِ سوق العمل، وتُجاوِبُ تحدّياتِه في عصر الرقمنة. إنّ الاختصاصاتِ الإنسانيّة والتربويّة هي الأساس التي تنهض عليه المجتمعات البشريّة، وفي ظلّ تفاقُم الأزمات الإنسانية التي يعانيها العالم، كالهجرة، واللجوء، وحرب اللّغات، والعنصريّة، تأخذ الكليّة على عاتقها محاورة تلك الأزمات بالتعليم الأكاديميّ، والبحث العلميّ، وخدمة المجتمع.