بالشراكة بين جامعتي النجاح الوطنية والزرقاء، فقد نظمت كليتا العلوم التربوية في الجامعتين مؤتمر "الآفاق الريادية لنظم التعليم العالي في الوطن العربي"، والذي استمرت فعالياته على مدار يومين متتاليين؛ وبدأت فعاليات الافتتاح بكلمة لرئيس مجلس أمناء جامعة الزرقاء المهندس سمير الحباشنة عبُر من خلالها عن الوحدة بين الأردن وفلسطين، وأشاد بالشراكة بين جامعتي الزرقاء والنجاح الوطنية، وبيّن التحديات التي يتعرض لها التعليم العالي من حيث العولمة والتقنية المتسارعة، والتركيز نحو اختيار القيادات الأكاديمية وسياسات قبول الطلبة، ومواكبة سوق العمل والانضمام للتصنيفات العالمية.

وفي كلمته أشار الأستاذ الدكتور ماهر النتشة، رئيس الجامعة إلى رابطة الدم والعلاقة الطيبة مع الأردن الشقيق، وثمّن الشراكة القوية بين جامعتي النجاح الوطنية والزرقاء، وعبّر عن أجواء الارتياح والسعادة لعقد المؤتمر في ظل جائحة كورونا، والرغبة في تطوير التعليم العالي رغم تحديات عالم المعرفة والسعي نحو مهارات القرن الحادي والعشرين، وقدّم الأستاذ الدكتور ماهر النتشة مختصراً عن الجامعة ومكانتها في التصنيفات العالمية، وتجربتها في إدارة التعليم خلال أزمة كورونا، كما أشار إلى جهود التطوير المؤسسي والبحث العلمي في كلية العلوم التربوية في الجامعة، واهتمام الكلية بالشراكات المتعددة والمتنوعة مع جامعات وكليات في الوطن وخارجه، وقدّم شكره للباحثين والباحثات في المؤتمر.

وبدوره، فقد رحب رئيس المؤتمر الأستاذ الدكتور نادر أبو شيخة بالمشاركين، وأبرز أن المؤتمر يستند على رؤية مشتركة تهدف إلى إعداد كفاءات بشرية متميزة، تقوم على الانتماء والعطاء، وعدّد محاور المؤتمر والأبحاث فيه، من حيث سياسات التعليم العالي والمكتبات الرقمية والشراكة المجتمعية، واختيار القيادة التربوية، وجودة التعليم العالي وتجاربه، وتطوير البرامج الأكاديمية، لأجل دفع مسيرة البحث العلمي، وتوافق مخرجات التعليم العالي مع حاجة سوق العمل.

وشارك في فعاليات المؤتمر ما يزيد على مئة باحث يعملون في ما يزيد على 30 جامعة عربية وأجنبية، مع عرض لثمانية وثلاثين بحثًا، إضافة إلى سبع جلسات علمية بواقع جلستين متوازيتين، بمشاركة قيادات تربوية وأكاديمية لها خبرة واسعة في العمل الجامعي والتطوير المؤسسي، ولقد كان لجامعة النجاح الوطنية والجامعات الفلسطينية تمثيل وحضور واسعين من خلال لجان المؤتمر وإدارة جلساته وتقديم البحوث والأوراق المحكمة، والمشاركة في الجلسات العلمية.

وأوصى المؤتمر بتنمية الكفايات التكنولوجية لدى القياديين الأكاديميين في الجامعات في ضوء متطلبات الثورة الصناعية الرابعة، ورفع مهارات الممارسين في توظيف أدوات التعلم عن بُعد، وتطوير منظومات التعليم في الجامعات نحو التحوّل الرقمي الشامل، وتمكين المدرسين والطلبة من المهارات الرقمية الجديدة، والعمل على تحقيق العدالة الاجتماعية في التعليم عن بُعد في ظل جائحة كورونا.

ودعا المؤتمر إلى ضرورة تعميم نتائج الدراسات التي شاركت في المؤتمر إلى الجامعات الأردنية والفلسطينية، وضرورة الاستمرار في ضبط جودة التعليم ونوعيته، ليتواءم مع احتياجات السوق المحلية والإقليمية والعالمية، ونشر الوعي نحو التعليم المهني التقني.


عدد القراءات: 51